أنا تلميذةٌ شاطرة
تحبُّني المعلِّمةُ... مع أنني لا أسمعُ نصائحها...
تقولُ لنا في الصفِّ دائماً:
"على الإنسان أن يعتمد على نفسهِ...".
وأنا لا أعتمدُ على نفسي... كنتُ أعتمدُ على أُختي (سميرة) في البيتِ، وعلى صديقتي (عائشة) في المدرسةِ...
كلما طلبتْ منا المعلِّمةُ الإجابةَ عن أسئلةِ الواجباتِ المنزليةِ، أمدّ يدي، وأرفعُ إصبعي قبل الجميعِ، لأقرأ الإجاباتِ من دفتري، فأنالَ إعجابَ المعلِّمةِ، ورضاها، وكثيرا ًما تطلبُ إلى التلميذاتِ أن يصفِّقنَ لـ(الشاطرةِ).
ولكن!!!....
آهِ... كم أنا حزينةٌ هذا اليوم!
نحن الآن في غرفةِ الامتحانِ...
ألْتَفِتُ يميناً ويساراً، فأرى الجميعَ يكتبون... أمّا أنا...
فلم أُجبْ إلاّ عن سؤالٍ واحدٍ!...
تأتي المعلِّمةُ... تقتربُ منّي... تنظرُ إلى ورقةِ إجابتي...تسألني مندهشةً:
ـ مابكِ يا شاطرة!؟!...
أُسندُ رأسي على يدي، وأشعرُ بالندمِ الشديد!...
هاهي (حنان) تُسلِّمُ ورقتَها وتخرجُ...ثم تخرجُ بعدَها (عائشةُ) فـ... (ليلى........).
أقولُ لنفسي: "أينَ أنتِ الآنَ يا سميرةُ؟!".....
أحسستُ برغبةٍ في البكاءِ...!!..
الآن، فهمتُ معنى قولِ المعلِّمةِ:
"ـ على الإنسانِ أن يعتمدَ على نفسهِ"!....
ازدادَ حزني... قلت في نفسي من جديدٍ: ..
"يا ليتني عملتُ بنصائحها... ياليت!!!...".