بعد بلوغ المرأة سن الأربعين . وهو سن الذي تبدأ وظائفها التناسلية فيه بالتدهور تدريجياً, وبالإضافة إلى ذلك
فإن الحمل سواء أكان يحدث لأول مرة أو إذا كانت المرأة قد حملت وأنجبت من قبل , فإن الحمل بعد الأربعين
ينهك صحتها ويضعف جسدها ولهذا يجب أن يحظى الحمل في الأربعين بعناية طبية خاصة فالله سبحانه وتعالى
خلق كل شئ وقدره فجعل أوج خصوبة المرأة من العشرين إلى الخامسة والثلاثين من عمرها , فقبل هذا التاريخ
أو بعده تكون أعضاء جسم المرأة غير معدة الاعداد المثالي المناسبة لاستقبال واحتضان الجنين ونموه نمواً
طبيعياً .
بسبب انشغال المرأة بالعمل وسعيها إلى تحسين المستوى المادي لأسرتها بات الحمل يحدث تشوهات ولادية
مع أن كثيرا من السيدات يلدن أطفالاً طبيعيين بعد الأربعين لكن هناك احتمال كبير أن يولد الجنين وبه
بعض التشوهات أو الاعاقات صغيرة كانت أو كبيرة بأي صورة من الصور .
فبعد سن الأربعين قد تحدث بعض الاضطرابات في تكوين خلايا الجنين مما يؤدي إلى حدوث كثير
من التشوهات الخلقية في الجنين .
يلاحظ في حالات الحمل بعد بلوغ المرأة أربعين عاما بصورة عامة ما يلي :
- حدوث الكثير من حالات الإجهاض لعدم وجود المناخ المناسب صحياً ونفسياً لا ستمرار الحمل .
- الولادة قبل الأوان , فإن كانت مدة الحمل أقل من 37 أسبوعا , ولد الطفل أحيانا صغير الحجم
قليل الوزن بحاجة لعناية طبية خاصة .
- زيادة نسبة التشوهات الخلقية كتشوهات القلب وصماماته أو إصابة الجهاز العصبي مما يؤثر
على ذكاء الطفل وقدراته وتزيد بصورة عامة ظاهرة التأخير في النمو الجسماني والعقلي .
- زيادة احتمالات الإصابة بالأمراض الناجمة عن الاضطرابات الصبغية . ان العوامل الخطيرة التي تؤدي
إلى حدوث تشوهات في الجنين في أي عمر من أعمار الأمهات تزداد فعاليتها إذا كان عمر الأم أكثر
من أربعين , مثل الأدوية وتعرض الأم للأشعة السينيية وسوء التغذية .
أمراض مزمنة
يشكل الحمل عادة فترة حرجة بالنسبة لجميع أعضاء الجسم حيث تزيد معدلات عملها لسد حاجات ومتطلبات الأم
والجنين . فإذا ما حدث الحمل بعد سن الأربعين فإن معدلات عمل الأعضاء المختلفة كالجهاز الهضمي والكبد
والكليتين والقلب لن تفي بمتطلبات الأم والجنين معا نظرا للضعف النسبي لعمل هذه الأجهزة في هذه السن .
إذا كانت الأم مصابة بأحد الأمراض المزمنة كالسكري أو القلب او الضغط فإن الحمل يؤدي إلى تفاقم مشاكل
الحمل والولادة كما يزيد من احتمال إصابة المرأة بتسمم الحمل مما يؤدي إلى ولادة الجنين قبل الأوان .
عند الولادة قد تظهر بعض المشاكل مثل تعسر الولادة واللجوء إلى عملية قيصرية أو غيرها . لذا ننصح كل امرأة
أن تسعى الى انجاب أولادها قبل سن الأربعين , ليس فقط من أجل ما سبق ذكره بل لأيضا لكي تتمتع بتربيتهم
ورؤيتهم شبابا ولترى أحفادها أيضا , ونؤكد أيضا على ضرورة استشارة الطبيب المختص ومراجعته بشكل
دوري طيلة الحمل للتأكد من صحة الحامل وسلامة الجنين والولادة بشكل طبيعي .