حينما تقرأ عن سمك القرش ستعلم أن الأمر ليس بهذه الصورة المخيفة. يرجع تاريخ سمك القرش إلى عصر الحفريات منذ 400 مليون سنة. وهو من الثدييات التي احتفظت بشكلها كما هو منذ عهد الديناصورات.في عصرنا الحالي.. هناك ما يقرب من 400 نوع من القروش.. ثلاثون منها فقط يمثلون خطرًا على الإنسان، ويتصدر هذه الثلاثين 4 أنواع هم أخطر أنواع القرش في العالم.. ألا وهي: القرش الأبيض White Shark ، والقرش الثور Bull Shark ، والقرش النمر Tiger Shark ، والقرش المحيطي Oceonics ، والذي يسير في مجموعات كبيرة، وهو السبب الأول لقتل ضحايا الطائرات المنكوبة ومهاجمة السفن وتحطيمها.
فسمك القرش يعتبر عدوًا طبيعيًّا عالي الاختيار ((بمعنى اخر ذويق)).. والإنسان لم يكن يومًا على رأس قائمة طعامه.. فعادة ما يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ.. وحتى الأنواع الخطيرة منها والتي لا تجد بأسًا في مهاجمة الإنسان لا تهاجمه إلا إذا كانت جائعة.
بالطبع هذه ليست دعوة للاقتراب؛ فأقل القروش شراسة قد تكون سببًا في الموت بطريقة أو بأخرى.
القرش يُقَيِّم فريسته بدقة.. من أول عضة.. بحيث يعرف حجم الطاقة التي سيحصل عليها منها، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة؛ ولذلك يعتبر سبع البحر فريسة مثالية؛ بسبب ارتفاع نسبة الدهون فى جسمه.. بينما لا يُعُدُّ إنسانًا نحيفًا مثلاً.. أكلة شهية.
سوف نتحدث ها هنا اليوم عن موضوع يهم كل غواص.. خاصة المبتدئين .. موضوعنا اليوم عن أسماك القرش .. هذه الأسماك التي إرتبطت صورتها في مخيلتنا بحوادث إلتهام البشر .. ما يهمنا هو .. هل فعلا أسماك القرش شرسة ودموية وتهاجم الغواص بلا أي سبب ؟! من خلال السطور القادمة سنقوم بالتعرف على أسماك القرش وفق أسس علمية صحيحة ومن ثم سنقوم بتفنيد الإدعاءات والسمعة السيئة التي صاحبت أسماك القرش .
أسماك القرش هي من فصيلة الأسماك الغضروفية ومعنى غضروفية أي أنها لا تحتوي على هيكل عظمي .. بل تحتوي على هيكل غصروفي .. ولأسماك القرش دور مهم في الحفاظ على جودة نوع السمك .. فهو يعمل كفلتر يقوم بتنقية البحر من الأسماك المصابة والمريضة والقضاء عليها والتي قد تؤدي في حال إستمرارها في التزواج إلى إستشراء الأمراض بين فصائل السمك ..
كيف يستطيع القرش التمييز بين الأسماك السليمة وبين تلك المصابة أو المريضة ؟! مجموعة ابراهيمـ البريدية يعتمد سمك القرش على حاستين أساسية في الصيد .. الأولى وهي حاسة الشم حيث يستطيع أن يميز رائحة الدم وإن كانت ضعيفة .. ولكن هذه الحاسة تتأثر حسب إتجاه تيار الماء .. بمعنى لو أن لدينا سمكة مصابة وتنزف .. وكان إتجاه المد من الشمال إلى الجنوب .. سنجد أن أسماك القرش الموجودة جنوب هذه السمكة المصابة فقط هي التي تستطيع أن تشم رائحة الدم .. وذلك لأن التيار يحمل جزيئات الدم إليها .. أما باقي أسماك القرش في المواقع الأخرى .. فلن تستطيع أن تشم رائحة الدم وإن كانت جدا قريبة لأن التيار يحمل جزيئات الدم بعيدا عنها .. لذا من الممكن أن يشتم القرش رائحة الدم من مسافة بعيدة إذا ما كان في سباحته مواجها للتيار .. ويقوم بتحديد مكان الفريسة بالإتجاه والسباحة عكس التيار .. الحاسة الثانية وهي عبارة عن أعصاب جانبية تأتي بطول الجسم من الجانبين .. وظيفتها إلتقاط ذبذبة سباحة الأسماك .. حيث يقوم بالتمييز بين سباحة الأسماك الطبيعية والغير طبيعية .. ويقوم بتعريف السباحة الغير طبيعية على أنها سباحة سمكة مصابة .. أي يقوم بتعريفها على أنها سباحة فريسة.. وهو يعتمد على هذه الحاسة أكثر من حاسة الشم لأنها لا تتأثر بإتجاه التيار .. وتساعده هذه الحاسة على تحديد أماكن السمك المصاب بدقة ليتجه عليها .. من هنا نستطيع أن نستنتج مسألة في أسماك القرش .. وهي أن أسماك القرش لا تهاجم الأسماك السليمة بل تبحث في غذائها على الأسماك المصابة أو الجريحة ..